نورالايمان Admin
عدد المساهمات : 135 السٌّمعَة : -1 تاريخ التسجيل : 21/03/2013
| موضوع: أيها المهموم ،المبتلى، الخميس ديسمبر 22, 2016 3:54 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أيها المهموم ،المبتلى،أبشر،ثم أبشر،فإن الله قريبٌ منك يا صاحب الهمّ،علام الهم،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إن عظم الجزاء مع عظم البلاء،وإن الله تعالى،إذا أحب قوماً ابتلاهم،فمن رضي فله الرضا،ومن سخط فله السخط)رواه الترمذي،وابن ماجه،وصححه الألباني، والله عز وجل،يبتلي من شاء مِن عباده،بِما شاء من الضرّاء والسراء،فمن صبر ورضي،فله الرضا،ومن تسخط،فعليه السّخط،ومن ابتلي،فليتذكر أحوال الأنبياء والصالحين،وما مرّوا بِه مِن ابتلاء،وأن يَعلم أن البلاء الذي يقربه إلى الله خيراً له من النِّعمة التي تُبعده عن الله،وتُنسيه مولاه،قال أبو الدرداء،إن الله إذا قضى قضاء أحب أن يُرضى به،وأن يعلم المؤمن أنها خيراً له إن صبر واحتسب،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(من يرد الله به خيراً يصب منه،وكلّما عظمت المصيبة كلّما عظُم الأجر)صحيح البخاري،وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دُعائه(أسألك الرضاء بعد القَضاء)رواه أحمد،والنسائي،وصححه الألباني، وسئل أبو عثمان،عن قول النبي صلى الله عليه وسلم(أسألك الرضاء بعد القَضاء)فقال،لأن الرضا بعد القضاء هو الرضا، قال ابن رجب،ومما يدعو المؤمن إلى الرضا بالقضاء، تحقيق إيمانه،بمعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم(والذي نفسي بيده،لا يقضي الله للمؤمن قضاء إلا كان خيراً له،إن أصابته سراء فشكر،كان خيراً له،وإن أصابته ضراء صبر كان خيراً له، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن)رواه البخاري،ومسلم، قال ابن مسعود،إن الله بِقسطه وعدله جعل الرَّوح والفَرح في اليقين والرضا،وجعل الهمّ والحزن في الشك والسخط،فالراضي لا يتمنى غير ما هو عليه من شدة ورخاء،فمن وصل إلى هذه الدرجة،كان عيشه كُله في نعيم وسُرور،ويُضاعف الأجر مع شدّة البلاء، حدّث أبو سعيد الخدري رضي الله عنه،أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم،وهو مَوعُوك،عليه قطيفة،فوضع يده عليه، فوجد حرارته فوق القطيفة، فقال أبو سعيد،ما أشدّ حُمَّاك يا رسول الله،قال(إنَّا كذلك،يشتد علينا البلاء ويضاعف لنَا الأجر) فقال،يا رسولَ اللهِ أىُّ النَّاسِ أشدُّ بلاءً،قال(الأنبياءُ ثمَّ الصَّالِحون،وقد كانَ أحدُهم يُبتلَى بالفَقرِ، حتَّى ما يجِدُ إلَّا العَباءةَ يجُوبُها فيلْبسُها،ويُبتلَى بالقُمَّلِ حتَّى يقتُلَه،ولأحدُهُم كانَ أشدَّ فرَحاً بالبَلاءِ، من أحدِكم بالعَطاء)صحيح الأدب المفرد، ومعنى،يجوبها،أي،يقطعها ليلبسها، يا صاحب الهمّ،علام الهمّ،في وصية من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم(وارض بما قسم الله لك تكن أغنى النَّاس)جامع الترمذي،ومسند أحمد، وقد مرّ إبراهيم بن ادهم على رجل مهموم،فقال له إبراهيم،يا هذا إني سائلك عن ثلاث فاجبني،فقال له الرجل،نعم، فقال له إبراهيم،أيجري في هذا الكون شي لا يريده الله، فقال، لا، قال،أينقص من أجلك لحظة كتبها الله لك في الحياة، قال، لا، قال،أينقص رزقك شي قدّره الله، قال، لا، قال إبراهيم،فعلام الهمّ إذن، (قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)التوبة، يا صاحِب الهمّ،والله إن الله أرحم بِنا مِن أُمّهاتِنا،ذلك أنه تبارك وتعالى(هوَ مَوْلَانَا)وهو حسبنا، ومن أوسع الرضا عن الله وأقدارِه،أن ينظر الإنسان إلى ما أصابه أنه خير له،فإن الله عزَّ وجَلّ ما يَقضي للعبد قضاء إلاّ كان خيراً له، وأن يتيقن أن ما صَرَف الله عنه أكبر مما أصابه،وأن الله لو يُؤاخِذ عباده بِما كَسَبَت أيديهم لهلكوا، كما قال تبارك وتعالى(ولَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَابَّةٍ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى)النحل، وأن ما أصابه مِن مُصيبة إنما هو بسبب بعض ذنوبه، وأن الله يَعفو عن كثير(وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ)الشورى، أن يتذكّر الأجر العظيم الذي أعدّه الله للصابِرين،كما قال تعالى(وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ)البقرة، وما يُخلِفه الله على المؤمِن إذا صبر واحتَسب، قال شيخ الإسلام ابن تيمية،المؤمن مأمور عند المصائب،أن يصبر ويُسَلِّم،وعند الذنوب أن يستغفر ويَتوب، قال الله تعالى(فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ)غافر، وتكون زيادة اليقين بِزيادة الرضا بالله،وذلك بالإكثار مِن العمل الصالح؛ لأن مِن أعظم أسباب الثبات والرِّضا عن الله تبارك وتعالى،العَمل الصالح، كان أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه،أعظم الناس ثَبَاتاً،لِمَا وَقَر في قَلبِه مِن تصديق،وصدق عَمَله، وهذا يَحتاج إلى قسر النَّفْس على الرِّضا وعدم السخط، ويحصل هذا بالتعوّد،كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(ومن يتصبر يصبره اللهُ،وما أعطي أحد عطاءً خيراً وأوسع من الصبر)صحيح البخاري،ومسلم، وأن يُعوّد الإنسان نفسه على الرضا والتسليم لأقدار الله تعالى، وإذا نَزَل به بلاء أو مُصيبة أن يقول ما أمَرَه الله به(قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون)البقرة، وأن يقول،لا حول ولا قوّة إلاّ بالله، ويُكثر مِن قول،حسبنا الله ونعم الوكيل، وأن الله يُحبّ أن يُرضى عنه وعن قضائه، ومَتى رَضِي المؤمن بِقَضاء الله كُتِب له الأجر العظيم، والرضا بالله رَبّا ومالِكًا ومُتصرّفاً،والرضا عن الله في أفعاله وفي شَرعه وبأقدَارِه يُورِث الجنة، قال أبو عبد الله ،الرضا قسمان، رِضا به،فالرضا به مُدبّراً، ورضا عنه،فيما قضى،وهو سكون القلب، إلى أحكام الرب، وموافقته على ما رَضي واختار، أيها المهموم الحزين،المبتلى،أبشر،ثم أبشر،فإن الله قريبٌ منك، يعلم مصابك وبلواك،ويسمع دعائك ونجواك،وشكواك،إدعي الله،وابكي بين يديه،بانكسار،وانتظر الفَرَج،فإنَّ رحمة وفرجه الله قريبٌ من المضطرِّين، إن مع الشدة فَرَجاً،ومع البلاء عافية،وبعد المرض شفاءً،ومع الضيق سعة،وعند العسر يسرا،فكيف تجزع، أوصيك بسجود الأسحار،ودعاء العزيز الغفَّار،ثم تذلّل بين يدي خالقك ومولاك،الذي يملك كشف الضرِّ عنك،وتفقَّد مواطن إجابة الدعاء واحرص عليها،وستجد الفَرَج بإذن الله( أمَّن يجيب المضطرَّ إذا دعاه ويكشف السوء ) احمد الله عز وجل،أن مصيبتك لم تكن في دينك،فمصيبة الدين لا تعوَّض،وحلاوة الإيمان لا تقدّر بثمن،ولذة الطاعة لا يعدِلُها شيء، فكم من أناس قد تبدَّلت أحوالهم،وتغيَّرت أمورهم،بسبب فتنة أو محنة ألمَّت بهم، المقصودُ مِن البلاءِ أن يَبُثَّ العبدُ إلى رَبِّهِ الشكوى ، وأن يلتجِأ إلى اللهِ جَلَّ وعلا ، وأن يتذَكَّرَ عظمةَ الله، إنَّ اللهَ إذا تأذَّنَ بالفَرَجِ جاءكَ مِن حيثُ لا تحتسِب،وإنَّه ما مِن عبدٍ تضيقُ به الأرضُ بما رَحُبَت،خاصَّةً إذا خذلَكَ الناس،وتولَّى عنكَ القريب والحبيب،عندها تعلم أن اللهَ يريدك أن تلتجِئ إليه، وما مِن عبدٍ يدعوا في كَرب ويصدق مع الرَّبِّ إلَّا أعطاه اللهُ إحدى الحُسنيين، إن كان علم سُبحانه،أن كربه يفرج فَرَّج عنه عاجِلاً ، وإذا علم سُبحانه،أنَّه سيُؤخَّرُ عنه الفَرَجُ رَزَقَهُ اليقينَ والإيمانَ والتسليم،حتى أنَّ البلاءَ يعودُ عليه نِعمة وسروراً، ويصبِح العذابُ له رحمة،وتعلو درجته،ويعظم أجره،ويغفر ذنبه،ويقضى دينه،ويُبَدَّد هَمه وحُزنه، السعادة،أنك إذا قلت،يا الله،فتحت لك أبواب السماء، وإذا قُلت،يا ربّ،واشتكيت إلى الله،سَمِعَ اللهُ دُعاءَك،وفرج اللهُ كَربك، إن العبدَ إذا وصل إلى هـذا الحال،وتوجَّه إلى الكبير المُتعال بصِدقٍ ويقين،فإنَّ هـذا هو المقصودُ مِن البلاء،والمقصودُ مِن البلاءِ الفِرارُ مِنَ اللهِ إلى الله، اللهم فرج كرب المكروبين،وفرج هم المهمومين،واقض حوائج المحتاجين،واشفى مرضانا ومرضى المسلمين، ولاتجعل فينا أحد الا فرجت كربه،واذهبت همه وقضيت دينه واسعدته في الدنيا والاخره، اللهم آميـــــن. | |
|