السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ــ الدنيا داراختبار، ومطية للآخرة يعيش فيها المؤمن حياة مودع غير مبال بزخرفها ولا بنعيمها . هكذا كانت حياة السلف الصالح الذين تأسوا برسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة الخيرة ، الذي تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.
فحري بك أخي المسلم أن تعيش فيها كعابرسبيل يجمع الزاد ليوم الميعاد ، يوم لاينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .
قال الله تعالى : ¨وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ¨.(البقرة: من الآية197).
ـ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ
أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَنْكِبِي فَقَالَ كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ
وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ إِذَا أَمْسَيْتَ فَلَا تَنْتَظِرْ الصَّبَاحَ وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلَا تَنْتَظِرْ الْمَسَاءَ وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ. رواه البخاري
ويفهم من شرح هـذا الحديث : ألا تركن إلى الدنيا ، ولا تَتَّخذها وطنًا ، ولا تُحدِّث نفسَكَ بطُول البقاءِ فيها ، ولا بالاعتناءِ بها ، ولا تتعلَّق منها إلا بما يتعلَّقُ به الغريبُ في غير وطنه الذي يُريد الذهابَ إلى أهله .
اللهم اجعل خير أيامنا خواتمها ، واجعل خيرها يوم لقائك ، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا
ولا مبلغ علمنا واختم بالصالحات أعمالنا ، ونجنا من المعاصي والفتن ما ظهر منها وما بطن .